4 فبراير 2015

مذكرات سكنية 2

المكان: مطبخ السكن
الزمن: وقت العشاء في أحد أيام يناير 2001


المعروف دائما أن أصعب مرحلة هي المرحلة الأولى أو الخطوة الأولى أو أي شيء يحصل للمرة الأولى، لكن مع السكن كان كل شي يحصل للمرة الأولى!!!


الحمدلله عدت أول ليلة بلا بكاء و بلا دموع، و عشان أهرب من الخوف اللي تملكني في غرفتي عملت شاطرة و رحت الصالة المشتركة و لقيت جهاز كمبيوتر من العصر الحجري تابع للسكن، حمدت ربي إنه على الأقل شي الواحد يتسلى فيه!

طلع الجهاز مخرف و حالته حالة يادوب يفتح المايكروسوفت وورد و لعبة الكوتشينة (الورق)....
قلت في نفسي أي شي أهون من الوحدة في الغرفة الكئيبة حقتي...

غرفتي كانت عبارة عن مترين في تلاتة و جدرانها بيضا مايلة للصفار و بساط (موكيت) رمادي بهت لونه مع الزمن و دولابين حجم وسط، كانت غرفتي تعتبر من الحجم الوسط كمان، جلست أضحك من نفسي لأنه هادي تعتبر صغيرة مش كبيرة بس بعدين اتعرفت على صديقتي خلود و عرفت ايش معنى صغير بحق و حقيقة...

بس خلود تجي بعدين خلينا دحين في الغرفة التحفة دي!!

في الغرفة كمان طاولة متوسطة الحجم بيضاء اللون مع كرسي أصفر فاقع اللون، وَلَكُم أن تتخيلو التمازج الرائع للألوان في الغرفة و اللي زاد الطين بلة الأنوار بيضا زي حقت المستشفيات............*حبكي من الذكرى*


إحباطااااااات متتالية!
من أول يوم دخلت فيه السكن إلى أن خرجت منه ما فتحت أنوار الغرفة أبداً و عشت على ستاند لايت و أباجورة نورها أصفر هادئ.

لمن خرجت الصالة بعدها بفترة قصيرة اتجمعوا بعض بنات السكن في الصالة و جلسو في الطرف التاني من الصالة بحيث اني المفروض مقابلتهم بس كان ظهري اللي مقابلهم بسبب وضع الكمبيوتر الغبي اللي ما يمكن تغيير موقعه، فترة بسيطة و اتعرفت عليهم، علا و راما و أمل و جِنَان، بنات رائعات عشت معاهم أول سنة في السكن و انتقلت بعدها للمرحلة الأفضل في حياتي السكنية.
نزلت مع علا و راما و البنات لمطبخ السكن عشان كان موعد العشا، و هنا تأتي الصدمة رقم 2 كان العشا عبارة عن مكرونة بالباشاميل طبعاً كتير اللي يحبوها أنا نفسي أحبها بس اللي شفته كان شي تاني!!!

كان شي أشبه بالكلوب ساندوتش اللي جالس برة الثلاجة فترة فنشف!!!
العصيرات كانت موية فقط و الحلى ما اعرف ايش هوا و سلطة خضرا مشي حالك كطبق جانبي!!!!
البنات طالعوا في بعض و على طول قالو (كنتاكي يا بنات) و الجميع قال طيب....
شي واحد لازم تتعلمه في السكن الفلوس أهم من أي شي في السكن و للأسف يومها ماكان عندي فلوس على بالي انه أكل السكن 5 نجوم زي الغرفة اللي شفتها يوم الزيارة، طبعا بلعت إحباطي بملعقة سكر و جربت أكل المكرونة بالباشاميل و قلت للبنات انه لا انا مابدي كنتاكي مالي نفس فيه مرة و انه هادي المكرونة كويسة مابها شي....
طبعا البنات طالعوا فيا كأني مخلوق من الفضاء و قالتلي علا "إذا بدك تبدأي من دحين الشغل دا محد راح يتصاحب معاكي ايش اللي عاجبتك المكرونة انتي مجنونة!!!" طبعا لكم أن تتخيلو الإكتئاب و الإحباط و محاولاتي الكبيرة في شفط دموعي و منعها من النزول....

شي واحد خطر في بالي" أبغى ماماااااااااااااااااااااااااااااااااااا"
قلت لعلا انه مافيا استنى التوصيل و اني تعبانة و طوال اليوم مانمت فراح اكل و اروح انام على طول... (يلعن أم الكدب، طبعا ايامها كانت كرامتي ماتسمحلي أقول أنا ماعندي فلوس و لا ممكن تسلفيني) أكلت أكلي و رحت غرفتي استخبيت تحت اللحاف و المخدة و انخمدت على طوووووووووول... طبعا الإكتئاب أكبر حبة منوم بالنسبة ليا...
مع تاني يوم بدأت أكتشف حياة السكن على حقيقتها و بدأت اتعلم أول دروسي السكنية من علا الله يسعدها...

ليست هناك تعليقات: