7 أغسطس 2011

إلى أن يُقَرِبُنا. . . الموت!

(معدلة)


الموت. . . ذلك الظل اللذي لا نريد أن نستظل به
الغطاء اللذي نفضل على دفئه صقيع الحياة!
الخوف . . الرهبة . . الرعب . . الحزن
الألم . . الفقد . . البعد و النسيان
ياتينا هذا الموت مُحمّلاً بكل مظلمٍ قاتم!
يثقل كاهلنا بما لا نستطيع حمله و تحمله!
بالرغم من ذلك تجد هذا الموت . . . يقرّبُنا لبعضنا.
لأعوام طويلة و منذ الازل و سنظل لمدى الحياة نردد "معاً إلى ان يفرقنا الموت"
أُسكِتُ افكاري لبرهة... هل حقاً سيفرقنا الموت؟ هل ستنقطع العلاقة بلفظة آخر الروح؟
حين توفي والدي قبل أشهر تَلَبَّستْ هذه المقولة أفكاري لأسابيع طويلة، فبرغم الحزن و البكاء جلست أفكر
كيف سيفرقنا الموت! أعلم أن الموت يغيب الجسد و لكن علاقاتنا ببعضنا علاقة روح لا جسد.
للموت حكمة يعرف حقيقتها الجميع و لكنهم يجهلون سرها.
حكمته سبحانه و تعالى في الموت أن قلب هذه المقولة عكس مفعولها
ففي الموت تجدنا نلتصق بعضنا ببعض، نقترب من الروح أكثر من الجسد.
تجدنا نحيي و نتذكر الميت بكل ما كان منه و فيه و نذكر حينها جميع أحيائنا و أمواتنا.
نحاكي ذكرياتهم بالتفصيل و نعاتب صفاتهم بكل دقة و ملل
تجدنا نقترب منهم و من أحبائنا و أصدقائنا أكثر و نتعرف عليهم لأول مرة.
تجدنا نكتشف عمق علاقاتنا بعضنا و نندهش للكم الهائل من المشاعر المتناقضة بداخلنا و التي تنهال على الحضن الذي نرتمي في كنفه لنقترب أكثر فأكثر من ميتنا.
سبحانه العلي القدير
لم أدرك ان الموت قربني من نفسي و من روحي أكثر من أي وقت مضى.
لم أدرك أني كنت أحتاج إلى مواجهة و حديث صارم مع نفسي إلا حين زار الموت منزلنا
. . .عندها  فقط إقتربت من العمق.
أعود الآن و أسأل هل  فعلاً سيفرقنا الموت؟؟؟

هناك تعليق واحد:

Omar Khojah يقول...

الموت كلمه يخاف منه البشر ولكن مع الخوف هناك إيمان وقلب صادق فيه معاني وعبر لزمان
في احياء كثيرين في الدنيا لكنهم أموات في التعامل وقلوبهم ماتت من زمان بالموت له معانيه ولكن الموت حق

مقال رائع جداً والله يرحم والدك ويدخله فسيح جناته