المملكة العربية السعودية، جدة
يوم من أيام سنة 2002
المكان: التسجيل و القبول
دخلت الجامعة مع ماما عشان نشوفها و نتعرف عليها، اصلا هادا الصباح كان كله زيارات اتنقلنا من جامعة لجامعة ألين دخنا.
عدى على تخرجي من التوجيهي 3 شهور تقريبا يمكن أكتر و يمكن اقل أصلا بطلت أحسب الأيام من بعد آخر اختبار، كان على بالي انه خلاص المرحلة الصعبة عدت و انه كل شي راح يكون سهل من الآن... طلعت بضحك على نفسي ولا بالأصح طلعت الدنيا بتضحك عليا و الناس و العالم كله بيضحك عليا، كل الناس كانت تقولي انه الثانوية اصعب مرحلة و الجامعة احلى و الشغل احلى و احلى، هل انا اللي شايفة غلط و انه الحياة صارت اصعب بعد المدرسة ولا انه الناس خلاص شربت الصدمة و بلعتها بصعوبة و اتقبلتها...
خلصت التوجيهي بطلوع الروح و بفرح كبيرة من اهلي و دموع على وجه بابا، إلى الآن أتذكر كيف جات النتيجة، كانت بنت عمي تعرف مدرسة في لجنة التصحيح و طلبت منها تشوف اسمي و الحمدلله طلعت من الناجحين، بنت عمي اتصلت على بابا تبلغه و بابا من الفرحة طلع الدرج يجري و دموع في عينو، ما أنسى منظره ابدا فرحة بابا أثرت فيا أكتر من أي شي بعد مرضه و تعبه الابتسامة كانت ما تجيله دايمن و هادا اليوم كان عيد بالنسبة لبابا.
للاسف كانت النسبة لا تؤهل دخولي الجامعة فبدأنا بالواسطات و الحوسة و فيتامين واو على حد قول الناس و برضه في النهاية ما صار شي، قدمت على دبي و الشارقة و سافرنا و عملنا مقابلات و تصوير و أوراق و بهدلة و استقر الراي على الدراسة في جامعة الشارقة للبنات، و قبل السفر باسبوع بابا قرر انه البلد بعيدة و صعب عليه يفارقني و خلينا نشوف مكان تاني. " روحو شوفو الجامعات الأهلية اللي في جدة" بابا قللي يومها و حجزلي انا و ماما و رحنا جدة عشان نشوف الجامعات. شفنا جامعتين قبل هادي و من قبل ما ادخل المبنى كنت رافضة اسجل فيها، بس هادي الجامعة كان فيها شي غير ما أعرف حسيت اني ممكن ادرس هنا.
الصدمة:
دخلت الجامعة و رحنا مبنى القبول و التسجيل و اتكلمنا مع المسؤولة و أخدنا جولة في الجامعة و شفنا المباني و الأقسام و رجعنا مكتب المسؤولة، قدمتلي ملف اوراق تسجيل عشان اعبيه ماما قالتلي عبيه و ما تدري يمكن خير. عبيت كل البيانات و كتبت المطلوب، المسؤولة قالتلي انه المسؤولة عن المقبلات الشخصية موجودة ليش ما تقابليها مرة وحدة عشان اذا قررتي تنقلي يسير كل شي جاهز، قلت يالله اقابلها مني خسرانة شي... للأسف اكتشفت بعدين اني جداً غلطانة و خسرت كتيييييييير و ما انتبهت اني كسبت أكتر من اللي خسرته.
بعد المقابلة تمت الموافقة عليا بكل رحابة صدر و محبة و فرحة من المسؤولات، و كان الوضع غريب انهم رحبوا بيا كل الترحيب الزايد هادا هل هوا من قلة عدد البنات او محبة في شخصي؟؟؟
خرجنا انا و ماما من الجامعة علشان نرجع بيت عمتي و نكلم بابا و نحكيه عن كل شي، بعد خروجنا بعشر دقايق ماما قالتلي "ما سالناهم اذا عندهم سكن خلينا نرجع" و رجعنا و سألنا و طلع في سكن و رحنا نشوف السكن.
من اول نظرة للسكن قلبي سار يوجعني و مني عارفة ليش، قابلتنا المشرفة (رفـيـقـة) و لا يغركم الاسم ابد لنا معاها حكايات بعدين.. المهم اخدتنا على كل الغرف و شفت غرفة وحدة من البنات و كانت الغرفة رائعة بكل معنى الكلمة من ترتيب من عفش من ديكور اخدتلي عقلي عجبتني و قالتلي المشرفة انه هادا كله تبع السكن، انا و ماما انصدمنا انه ايش الدلع هادا كله، بس بعدين قلنا اكيد حيكون كدا لانه المبلغ اللي بيندفع في الترم يسوي اكتر من كدا المفروض.
خرجت من السكن و الجامعة و رحنا البيت، ما اعرف كيف لكن فجأة لقيت نفسي مع ماما في الليل بنشتري لحاف و مخدات و سجادة و شوية ملابس و شنطة جامعة و تاني يوم الصباح لقيت نفسي في الجامعة و ماما بترتب اغراضي في السكن و سابتني و صرت لحالي في السكن في المغرب بعد اول يوم في الجامعة!!
ماما كانت لسه في بيت عمتي ما سافرت بس طلبت مني ابات في السكن عشان اشوف كيف الوضع.
كان احساس غريب جدا جدا جدا ما اعرف اوصفه، احساس بالغربة و انا في بلدي، احساس بالوحدة و حولي 30 بنت في نفس المكان، احساس بالخوف و انوار الغرفة كلها مولعة و الاسياب و اصوات البنات سامعتها، حسيب ببرد و بجوع مع انه ماما جابتلي اكل و اكلنا سوى قبل ماتمشي، حسيت اني طفلة في اول يوم في الروضة، اتمنيت امسك في عباية ماما ولا اسيبها حسيت انه بدي ابكي و ابكي و اصرخ زي الأطقال، كنت ابغاها تجلس معايا ماتسيبني لحالي في السكن...
اللي يضحك انه طول عمري كان نفسي ابات برة البيت عند أي احد من اهلي، طول عمري كان نفسي اكون في سكن و اعيش لحالي بعيد عن أهلي، بس فجأة هادي الرغبة صارت مرعبة و تخوف في هادي الليلة....
و كدا بدأت حياتي في السكن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق