انتبهت من نومها على جوع يكاد يقتلها، فشرايينها كانت تتألم و أطرافها ترتجف. أجهدتها محاولة الوقوف و تجولت في الغرفة و هي تضغط بيديها على جسدها خوفاً من أن يقفز جوعها للخارج و يلتهم ما بقي من كرامتها، اتجهت إلى المطبخ و فتحت الثلاجة باحثة عن ما يسد هذا الجوع. حليب و باقي شطيرة و جبن، أخرجت الجبن و الحليب و راحت تلتهمه بشراهة و جوع شديدين لكن الألم بدخلها اشتد أكثر لم تحتمل نهضت من على كرسيها و اتجهت إلى الحمام لتفرغ ألمها علها ترتاح و لكن بلا فائدة، ازداد الجوع بداخلها حتى بدأت تبكي على أرض الحمام، خرجت تجر أذيال صحتها إلى سريرها حتى وصلت إلى المنضدة، امسك بهاتفها و طلبت رقماً . . . حين أجاب تراخت أعصابها:
- الو. . مرحبا خالد
- جميلة... أهذا أنت؟
- نعم أنا
- هل أنت بخير؟؟ هل حصل لك مكروه؟؟؟
- أنا مريضة و تعبة جدا!
- سآتيك فوراً . . و أغلق الخط
استجمعت قواها و اتجهت نحو خزانة ملابسها لترتدي ما يسترها، لم تتمالك خطواتها وهن جسدها فسقطت قرب خزانتها , وامتدت يدها إلى أقرب شيء و ارتدته، كانت ملابس داخلية أنهت ارتدائها مابقي من قوتها. جذبت روب قميصها الملقى بجانب السرير و لفت به جسدها و تركت نفسها ملقاة على الأرض و الألم ينخزها أحشائها كخنجر, لا تدري كم مضى عليها ملقاة هكذا و لكنها تنبهت على طرقات الباب القوية،حاولت أن تقف بكل ما تبقى في جسدها من ضعف لترمي بثقلها على الباب و تفتحه. رأته يقف أمامها فارتمت بين ذراعيه و غابت عن الوعي. لحظة صمت و ارتعاب، لحظة تمناها الواقع ساعة حلم.
لوهلة تجمد خالد بمكانه محاولا أن يستوعب الموقف. مكالمة منها في وقت متأخر من الليل و هاهي الآن بين ذراعيه بلا وعي! حملها بين ذراعيه ليضعها على سريرها، انحسر الروب عن جسدها و سقط على جانبيها ليكشف له عن ماكنت تستره بجديتها. توقف قليلا قبل أن يضعها على السريرمتأملا ملامحها الهادئة بلا تجميل اصطناعي، نظر حوله خوفا من أن يراه أحد وهو طبع قبلة سريعة بين عينيها ثم وضعها على سريرها و ذهب ليغلق الباب، احضر كرسيا من المطبخ و وضعه قربها و جلس يتأملها. كم تاق للمس هذه الوجنة و طبع قبلة على ذاك الثغر و ها هو الآن يرى أكثر مما تمنى، انحنى على شفتيها و طبع قبلة رقيقة فوقهما و جال بنظره على وجهها انحدارا إلى باقي جسدها. قام من على الكرسي و هو يبتسم لنفسه ولها و أطفأ النور.
استيقظت جميلة بعد فترة لتجد نفسها غارقة في ظلام دامس مدت يدها بجانبها و ضغطت على زر النور و اعتدلت جالسة على السرير لترى ما حولها... فوجدت ورقة صغيرة على المنضدة كتب عليها:
" حبيبتي... لا أعلم هل كان ما كان حلم أم واقع متعمد... في كلا الحالتين أشكرك على هذا الحب... خالد"
ابتسمت و فتحت الدرج بجانبها و أخرجت منه نوتة صغيرة قلبت في صفحاتها حتى وصلت إلى صفحة مجدولة بأسماء و تواريخ و قد شطب معظم الأسماء العلوية في الصفحة، سحبت القلم من الدفتر و شطبت على اسمه من ضمن اللائحة، أغلقت الدفتر و استسلمت لنوم و شبع عميق.
------------------------------
1/6/2006
سَـفـانة سجيني
هناك تعليق واحد:
تحياتي لقلمك الحالم
إرسال تعليق