17 مايو 2015

الطرحة السوداء

كل فتاة تحلم بتلك الطرحة البيضاء المزينة إما بالكريستال أو المخرمة بأشكال استثنائية
كل فتاة تحلم بذلك اليوم الذي ستلبس فيه تلك الطرحة و يروها جميع أهلها و صديقاتها
تحلم بالصور الجميلة التي ستأخذها مع زوج المستقبل و هي ترتديها
و تنتهي حفلة الزفاف
و يذهب العروسين إلى مستقرهما
و تزال الطرحة
و يزال الكثير غيرها
و تظهر أمور لم تكن في الحسبان
ليس لأنها غريبة أو خارجة عن العرف
بل بكل بساطة لأن الفتاة لم تفكر فيها
و ترتبك أحلامها و يخيب اعتقادها
فالأيام الوردية تصبح عكرة برائحة المطبخ
و الحياة الزوجية تصبح مجرد سرير يجمعهما (كرهاً)
و يبتعد كلٌ منهما عن الآخر تجنباً لنقاشات لم يعتادوا نقاشها
أو لأنهم يفضلوا عدم نقاشها
و تزيد الفجوة و يزداد البعد
و تصبح الإمرأة (الفتاة سابقاً) مجرد "الأهل"
و يصبح الرجل (رجل الأحلام سابقاً) "زوجي"

و يلجأ كل منهما لما يشغله عن همومه
فالإمرأة تلهي نفسها بأولادها و صديقاتها
و الرجل ينشغل مع أصدقائه . . . و أمور أخرى

و تزداد الفجوة اتساعاً
و يزداد القلب ضيقاً
و تزداد النفس بغضاً
للزوج . . للزوجة . . للأهل
و يتولد الحسد على كل زوجين يضحكان مع بعضها أمام الناس


و تُلعَن الطرحة البيضاء
و يزداد الندم
و يزداد الكره
و تَكثُر كلمة يا ليت!


و ينفصلان . .
و بينهما حقد
بينهما حزن
غضب و أطفال!

و تعود الطرحة لتسقط على الأرض
سوداء
مليئة بالمرارة
و الوجع النفسي
و ذكريات حزينة

و تفقد الطرحة ماكان لها من معنى سعيد ذات يوم . . و بقدر الإمكان تُجنب!

-----------------------------------------------------

لا أشير بالإصبع لأيٍ كان، ولا ألوم أحداً
أني مجرد أرسم لوحةً لوضع أصبح عادي و مكرر الآن!

ليست هناك تعليقات: