13 يونيو 2011

~*~ الــمــوت ~*~


الموت.
ذلك الظل اللذي لا نريد ان نستظل به. ذلك الغطاء اللذي نفضل الصقيع على أن نتلحف به
الخوف, الرهبة, الرعب, الحزن
ياتي محملاً بكل مظلمٍ قاتم, يثقل كاهلنا بالهم
تقابلت مع الموت عدة مرات ليس وجها لوجه و لكنه مر من أمامي و جانبي و من خلفي عدة مرات
و أخيرا قابلته قبل شهرين وجه لوجه
بالاصح وقفت في وجهه غير مرحبة متجهمة مثل عبوس قمطريرا
فقد جاء ذلك اليوم لياخذ اعز ما أملك... جاء لأبي
كنت أراه و اترقب تحركاته
كلص لئيم درّب جيدا على خفة الحركة و فنون التسلل
كلما حاول الدخول إلى ابي قذفت به بعيدا
و لكنه في إحدى المرات نجح
غفت عيناي من شدة التعب و قفز على صدره و سحب زفرة قوية من قلبه
شهق والدي بعدها شهقة قوية ارعبتني و نفضتني من مقعدي
أمسكت الموت بيدي
غرزت أظافري فيه
و قذفت به عرض الحائط
و كأنني رايت الحائط يخترقه إلى الغرفة المجاورة
لبرهة خفت
ان أكون بعثت به لمن لا يريده ايضا
و لكني تناسيته و هرعت أنفخ في ابي دفقة من هواء إصطناعي
-----------------
كان ليل طويل
لم أغمض جفني بعدها
كان الموت يتربص بي, اعلم انه لا يريدني و لكنه يبحث عن الإنتقام
كانت عيناه تومضان بغرابة
و كانه يقول
سترين. . . أنا المنتصر!
قاربت على الإنهيار
اصبحت متشبثة بصدر ابي, كطفلة في الخامسة صعدت على سريره و ضممته إلى قلبي
بكل ما اتيت من قوة
حتى تأوه!
انهمرت دموعي
فأنا تعبة من هذه الحرب. . . تعبت من هذه المشادّة!
-------------
رفع ابي يده و مسح على شعري
"أعلم اني ساموت اليوم"
"أعلم أنه هنا"
"لا تحاربيه، فأنا لن أحاربه"
"اتركيه يا ابنتي... دعيه يدخل. ألم أعلمك إكرام الضيف؟"
"افتحي له النافذة دعيه يرى نور الشمس... أريه أننا نستقبل ضيوفنا بصدر رحب"
"ابتسمي يا ابنتي فسأكون ضيفه... ابتسمي له ليكون رفيقا بي"
----------------------
اختفى الظلام
اختفت الهواجس
ابتسم الموت
استقام في وقفته
و تقدم من ابي
أمسك بيده و مسح على شعره
لقنه الشهادة
و انا ابكي
أحسست بيدٍ باردة على وجهي
نظرت إلى ابي
رايته يبتسم
----------------

مـــــات أبي
رافقه الموت. . . .و قلبي!
--------------------------------------
13/6/2011

هناك تعليق واحد:

Omar Khojah يقول...

بالله .. نعم انها من اصعب الذكريات و لكن هذه الحياة فلنكن مستعدين لذلك اليوم ، يارب ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شي