أبي الحبيب, إعذرني و إغفر لي فلم أكتب لك منذ توفيت و إنتقلت إلى الرفيق الأعلى
كيف أنت؟ أمازلت تستيقظ مع أول خيوط الفجر؟
بالطبع! فليس هناك أجمل من الفجر الإلاهي.
أين كنت أنا؟ نعم نعم تذكرت. كنت في حالة من اللاوعي, مندهشة, رافضة للواقع.
نعم يا والدي أتذكر ماقلته سابقا, الموت و الحياة كلها بدايات و محطات، و لكن يا حبيبي الفرق أن محطاتي يراها الخلق أما أنت فمحطاتك بين السماء و الأرض, تطير إليها فلا أراك.
أبي, إعذرني على كلامي و لكن لماذا؟
حرام أن أسأل؟ لماذا حرم السؤال؟ كيف لي أن أطبق سياسة الصمت عن السؤال عن من كان معي طيلة عمري و اختفى فجأة!
سنة الحياة! إشرحها لي؟ لكن كيف ستشرحها و أنت لست هنا؟!
أترى حيرتي يا أبي, أتحس بها؟
ها أنا مذعورة مصدومة أبحث عن أجوبة لأسئلتي و أنت بعيد عن مدى الإجابة.
حبيبي اليوم فقط و بعد مرور ثلاثة أسابيع على رحيلك.أفقت على الحقيقة. أنت لست في رحلة إلى القمر كما أفهمت إبني, و لست بين النجوم كما أفهمت إبنة أختي، و لست في منزلنا بلبنان أو الرياض.
أتوقف! لا لن أتوقف أريدك أن تعلم مابي يا أبي فأنا و لأول مرة منذ أسابيع أشعر بحجم غيابك ياااااه أكنت كبيرا بهذا الحجم بحيث سددت إحساس الحاجة في نفسي على مدى زمن!
أبي خزنت دموعي يوم وفاتك, و جمعتها أيام عزائك, و احتملت احتراقها يوم جائني أقرب أصدقائك يبكي على كتفي تركت أمي و أختاي تبكيان على صدري, و قريباتي في حجري و زوجي على قلبي أما أنا. . .
فأبيت أن أبكي لأسابيع أبيت أن أصدق
أبيت أن أتركك ترحل!
أما اليوم فانا أعترف أني يئست يئست من رجوعك
يئست من سماع صوتك و أنت تقول "يا عيني"
يئست من الإنتظار و تصديق ظنوني أني في حلم
تيقنت اليوم أنك ميت
فلقد إتصلت بك و لم تجبني و لم تسمع صوتي و لم تسألني عن حالي
اليوم فتحت الباب لدموعي بكيت و بكيت و لم أترك قطرة في داخل روحي
لم تكن دموعي كثيرة بقدر ما أحرقني الجهد
فالبكاء عليك يحتاج إلى طاقة و أنا لم أعد أملك هذه الطاقةمنذ أن رحلت
كنت أنت مصدر طاقتي واليوم أنا وحدي بلا دموع, بلا حنان و بلا أب!
أبي سأخبرك شيئا
و ساقوله لآخرة مرة
أحبك كثيرا
فلترقد بسلام
إبنتك
سفانة
هناك 3 تعليقات:
الله يرحمو ويدخلو الجنة من اوسع ابوابها ويرحم موتى المسلمين ياارب
الله يرحمو ويدخلو الجنة من اوسع ابوابها ويرحم موتى المسلمين ياارب
الله يرحمه ويغفرله ويسكنه فسيح جناته
اللهم آمين
إرسال تعليق