22 مايو 2011

اللــعــبــة


الجزء الأول

لأني كنت طفلة حين دخلت اللعبة فهزمت... أما الآن حين عرفت قواعدها و خباياها... غرقت فيها وحدي... و هذه قصتي...
ببراءة الأطفال شغفت به، كنت اشتاق إليه كثيراً دون أن أدري لذلك سبباً. كنت أعد الأيام التي تفصلني عن رؤياه... كنت في الثالثة عشر في فورة المراهقة التي لم أعرف أني دخلتها حتى العمق إلا بعد خروجي محطمة دامية منها... لم تنبهني والدتي عنها خوفا من أن تحملني رياحها بعيداً حيث لا تستطيع اللحاق بي. لطيبة أمي لم تعلم أني دخلتها مبكراً جداً و خرجت منها قبل أن استوعبها...
هكذا هي المراهقة إما أن تكون جميلة حد الدهشة أو مؤلمة حد الصمت... و قد طال صمتي ثلاثون عاماً قضيتها في صمت و ألم حتى نزفت فوق هذا الورق.
حين أحببت عمر لم أعرف لماذا! هل هي ضحكته التي تسرع نبضات قلبي أم وسامته التي تجعلني أرتعش خوفاً من أن يلحظ مابي من وجد... كنت أحاول قدر الإمكان تجنبه بالرغم من شوقي إليه. كنت أخاف أن تظهر علامات الحب التي ستجلدني سياط الألسن إن كشف أمري و عرفت مكنونات قلبي، فالحب عندنا عيب و حرام و نضرب عليه...و التعبير عن مشاعرنا للغير والدينا جريمة يعاقب عليها الأدب و التربية... فعشت في صمت و احتراق تأكلني الهموم و تختنق الدموع في حلقي.
قضيت خمسة أعوام في حب عمر... خب بائس جاف لا مجرى له فأنا أعيش في ارض الصحراء القاحلة و الجفاف و هو يعيش على شاطئ البحر المفتوح حيث تحمله رياح الحرية اينما يريد. لم يكن البعد مشكلة بالنسبة لي أبدا بل هو الصمت الذي يقتلني... كيف أعيش في حب لا يعلم عنه الطرف الآخر، حتى أحلامي عنه كانت يتيمة بلا والد يحتضن أمانيها و يهدهد خوفها، كنت كمن ينظر عبر ثقب في غواصة غارقة تحت الماء لا يرى سوى الظلام فليس هناك من يعلم بغرقه هذا غيره.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جميل ياسُفانة جميل والله
أسرتني حروفك،وأدهشتني سلاستها

بإنتظار الأجزاء الأخرى



تحية